كم يبلغ مدى السير لسيارة هيونداي أيونك هايبرد بخزان وقود ممتلئ وفي أسوأ الظروف؟

تمتاز هيونداي أيونك هايبرد بأنها قادرة على توفير الوقود بشكل فعال بسبب وجود نظام هايبرد متطور وهو ما يناسب من يرغب باستهلاك مثالي، خاصة في الأسواق التي تشهد أسعارا مرتفعة للوقود.

تحتوي هيونداي أيونك هايبرد على نظام هايبرد مع محرك بنزين رباعي الإسطوانات بسعة 1.6 ليتر ومحرك كهربائي يولد قوة 32 كيلو واط وبطارية ليثيوم ايون بسعة 1.6 كيلوواط ساعة، يبلغ ناتج القوة عند عمل كلا المحركين معا 139 حصان فيما أن عزم الدوران يصل لغاية 316 نيوتن متر، تنقل للعجلات الأمامية عبر علبة سرعات اوتوماتيكية بقابض مزدوج double clutch ذات ست سرعات. مما يساعد في توفير أداء ملائم وتوفير الوقود.

هيونداي أيونيك هايبرد

تبلغ سعة خزان الوقود في طراز هيونداي أيونك 45 لتر مما يعني أنها توفر مدى سير لغاية 1046 كم قبل الحاجة للتزود بالوقود مجددا.

ولاختبار مدى المسير الفعلي،  قرر أحد صحفيي السيارات الأمريكان، تجربة هذه السيارة في الولايات المتحدة وتحديدا النسخة المحدثة منها “2020” السير بها من مدينة لوس أنجلوس إلى مدينة لاس فيجاس بولاية نيفادا المجاورة والعودة في نفس اليوم، علما أن المسافة الرحلة ذهابا وايابا تبلغ 841 كم، أي أنها مهمة ممكنة نظريا حسب الأرقام، لكن يجب الأخذ بعين الإعتبار الظروف الجوية وحالة الطريق، وجود إزدحام مروري أو لا، وهو ما من شأنه التأثير على استهلاك الوقود.

هيونداي أيونيك هايبرد

حسب أرقام الشركة الرسمية، تتيح السيارة معدل استهلاك للوقود يبلغ 4.27 لتر/100 كم عند السير على الطرقات الداخلية و4.3 لتر لكل 100كم عند السير على الطرقات الخارجية وهي الأرقام التي صرحت بها شركة هيونداي لكن حتما يوجد فئة من الأشخاص ترغب بالتحقق من ذلك من خلال التجربة الفعلية.

نقطة الإنطلاق كانت من مدينة لوس أنجلوس الساعة 9 صباحا بالتوقيت المحلي، تم التزود بالوقود بالكامل من محطة تبعد 1.6 كم من نقطة الإنطلاق، ومن البداية بدأت المفاجأت على الطريق، حيث اضطر السائق للسير بسرعة عالية لا تقل عن 130 كم/س على الطريق السريع لمجاراة السائقين الآخرين، وهو طبعا ما من شأنه التأثير سلبا وبشكل كبيرعلى إستهلاك الوقود، نظرا لتشغيل المحركين معا وبشكل دائم وعدم تخزين اي طاقة تذكر في البطارية.

هيونداي أيونيك هايبرد

على الطريق، تطلبت الحرارة الخارجية تشغيل المكيف، مما زاد الطين بلة بالنسبة لهدف توفير الوقود، وهذا معناه خسارة تحدي التفوق على الأرقام الرسمية للشركة، بل ويعني أيضا استهلاك مبالغا فيه وغير عادل للسيارة التي تعتبر من الأوفر في الاستهلاك بين منافساتها.

وعند الحديث عن التكييف، تبرز التحديثات المثيرة للجدل وفقا لوجهة نظر السائق في لوحة المفاتيح، وهو أنه في النسخة المحدثة من هيونداي أيونك هايبرد تم التخلي عن الأزرار الفعلية في شاشة نظام المعلومات لصالح نظيرتها الإفتراضية الموجودة على أطراف الشاشة والتي يجب لمسها للقيام بالوظيفة علما أنه يصدر صوت تنبيه موجز للتأكيد على إنجاز الضغط على الزر المطلوب.

جرى أيضا توفير شاشة تعمل باللمس في المقصورة للتحكم بعمل جهاز التكييف حيث يتم لمس الوظيفة المرغوبة لإختيارها عوضا عن الضغط على زر معين كما كان الأمر في النسخة السابقة للتحديث.

من ضمن الميزات التي توفرها السيارة هو نظام تثبيت السرعة الذكي الذي يتأقلم مع حركة السير المحيطة بالسيارة علما أن السائق في البداية كان متشككا بمدى فعاليته لكن مع التجربة تبين مدى سهولة الإستعمال مما يمكن من الإعتماد عليه.

هيونداي أيونيك هايبرد

بالعودة لمسار الرحلة، وبعد ثلاث ساعات من المسير السريع والمكيف هوائيا، وصلت السيارة لاس فيجاس َلكن بعدما استهلكت أكثر من نصف سعة الخزان، وأشار مقياس استهلاك الوقود لبقاء ما يعادل 320 كم فقط من المسافة قبل الحاجة للتزود بالوقود. مما يعني فعليا عزم الوصول مجددا لنقطة الانطلاق في لوس أنجلوس.

عندما وصل السائق إلى بلدة بارستو في كاليفورنيا والتي تبعد حوالي 30 كم عن لوس أنجلوس، خط النهاية للرحلة، أشار العداد لضرورة التوجه لأقرب محطة وقود من أجل التزود حيث أنه كان قد تبقى أقل من ميل واحد “1.6كم” وأيضا تدنى مؤشر استهلاك الوقود ليبلغ 5.7 لتر/كم ومن ثم لاحقا 6.8 لتر/100 كم قبل أن يصل إلى مدينة لوس انجلوس، اي ان المسافة الإجمالية التي استطاعت ايونك هايبرد قطعها بخزان وقود واحد، قد بلغت حوالي 800 كلم، والسبب في ارتفاع الاستهلاك الفعلي عن النظري كان السرعة العالية المستمرة والاستخدام الدائم لمكيف الهواء، وعدم إتاحة الفرصة للسيارة للسير كهربائيا او للبطارية في التخزين، ومع ذلك يبقى استهلاك أقل من 6 لترات لكل 100 كلم إنجازا مهما، خصوصا نظير الراحة وسلاسة القيادة التي تقدمها ايونك، حسب رأي السائق.

وتبرز قدرة هيونداي أيونك هايبرد في توفير مستويات الراحة التي تفوق فئتها، حيث العزل الصوتي المتفوق، وأيضا كذلك مستوى جيد من الراحة في مقاعدها والمساحات المتاحة، مما يثبت إمكانية الإعتماد عليها للقيادة للمسافات الطويلة دون أي عناء بجانب أيضا توفير أقل استهلاك ممكن للوقود، ولو لم تحقق ذلك بشكل واضح في هذه الرحلة.